السفارة الفرنسية توقع اتفاقية مع "رونو" لفائدة المسافرين المغاربة الحاصلين على تأشيرة "شنغن"
انتقلت فرنسا من تقليص التأشيرات المسلمة إلى المغاربة، إلى تسهيل التنقل بالنسبة للحاصلين عليها، وذلك في سياق مساعي باريس بطي صفحة الأزمة الدبلوماسية غير المسبوقة مع المغرب، وهو ما أعاد إحياء النشاط القنصلي، مؤخرا، بشكل متبادل داخل أراضي البلدين، استباقا بزيارة متوقعة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى الرباط.
وأعلنت السفارة الفرنسية بالمملكة أنه جرى توقيع اتفاقية تتيح تسهيل تنقل المواطنين المغاربة الحاملين لتأشيرة شنغن المسلمة من لدن فرنسا، موردة أنه "من أجل تسهيل التنقل بين فرنسا والمغرب، وقعت القنصلية العامة لفرنسا بالرباط ومجموعة رونو في المغرب، لأول مرة على اتفاقية شراكة مرتبطة بالتأشيرات".
يأتي ذلك بعد أيام من جمع السفيرة المغربية في باريس، سميرة سيتايل القناصلة المغاربة المسؤولين عن التمثيليات الدبلوماسية الفرنسية، وعددهم 17، في لقاء عمل لوضع خارطة طريق تهدف إلى إثراء المهام القنصلية التي يشرفون عليها، والتي تُعنى بـ1,6 ملايين مغربي مسجلين على الأراضي الفرنسية.
ووفق ما كشفت عنه السفارة عبر حسابها في موقع "إكس"، يوم الاثنين الماضي، فإن الأمر يتعلق بقنصليات المملكة في باريس وأورلي وكولومب وبونتواز وفيلمومبل وأورليون وليل وليون ومارسيليا ورين وستراسبورغ وديجون ومونبوليي وبوردو وتولوز وباستيا ومونت لا جولي.
وفي تفاعلها مع تساؤل لمواطنة مغربية مقيمة في فرنسا، أعلنت السفارة أن قنصلية مونت لا جولي ستشرع في أداء مهامها قريبا، لتنضم عمليا إلى قامة التمثيليات الدبلوماسية المغربية، مبرزة أنها حصلت مؤخرا على الموافقة اللازمة لفتح أبوابها، ويجري حاليا تجهيز المبنى الذي يُنتظر أن يفتتح أبوابه شهر أبريل القادم.
وتأتي الخطوة الفرنسية أيضا بعد شهرين ونصف على تصريحات السفير الفرنسي في باريس، كريستوف لوكورتيي، التي قال فيها إن بلاده رفعت جميع القيود التي سبق أن فرضتها على إصدار التأشيرات لصالح المواطنين المغربة، لطي هذا الملف بشكل نهائي، في إشارة إلى قرار باريس بتقليص التأشيرات المسلمة للمغاربة إلى النصف، والمعلن عنه في شتنبر من سنة 2021.
وأبدى السفير الفرنسي، في حوار مع Radio 2M، أسفه على هذا القرار الذي، قال عنه الحكومة الفرنسية حينها إن هدفه "عقابي" بسبب ضعف تعاون الرباط في قضية استقبال الأشخاص غير المرغوبين فيهم الذين تريد باريس ترحيلهم، إذ قال إنه كان "خسارة" لبلاده باعتراف الرئيس إيمانويل ماكرون، وأضر كثيرا بصورتها، وأوضح أن علاقة حميمية مثل تلك التي تجمع بين باريس والرباط لا تتم إدارتها عبر الإحصائيات فقط.
واعتبر لوكورتيي أن "للقلب قواعد لا يدركها العقل"، والقرار الفرنسي بخصوص التأشيرات "مس القلب"، مبديا اقتناعه بأن الأمور ستعود إلى مجاريها مع مرور الزمن، لأنه كفيل "بمحو كل تلك الفوضى والإهانات" مشددا على أن بلاده قررت منح التأشيرة لجميع الأشخاص الذين يتقدمون للحصول عليها إلى ما استوفوا الشروط المطلوبة، دون أي قيود مسبقة.
تعليقات
بإمكانكم تغيير ترتيب الآراء حسب الاختيارات أسفله :